فرجاني: 'الإسلام السياسي لا يموت وسيعود.. طالما لم يُغلب بالديمقراطية'
شدّد الكاتب والمفكّر، محمد الشريف فرجاني، خلال استضافته في برنامج "جاوب حمزة"، الأحد 30 أفريل 2023، على أنّ الصنصرة الفكرية ومصادرة الكتب أمر غير مقبول.
وعبّر محمد الشريف فرجاني عن انزعاجه ممّا حدث في معرض الكتاب الدولي، قائلا "أنا منزعج كثيرا وآسف أن الأوضاع في تونس بعد الحريات التي تمّ افتكاكه بالنضالات ضدّ نظام بن علي، نعود الآن إلى المصادرة..".
وأكّد على أنّ ذلك غير مقبول، إذ أنّه لا يُمكن الحديث عن الفكر التغيير والتقدّم بالمجتمع والثقافة دون حرية، والتي لا تكون عبر المصادرة، وفق قوله.
وأضاف أنّ المصادرة من العوائق، مشيرا في هذا السياق إلى أنّ كتُبه كانت ممنوعة في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وقال: "مثلا كتابي حول الإسلام السياسي والعلمانية وحقوق الإنسان، الذي صدر في بداية التسعينات، حاولوا منعه على أساس أنّه كتاب إسلاموي، يتبع الإسلام السياسي..".
"الإسلام والخميني"
"المفكّر الأمريكي صامويل هنتنغتون وروح الله الخميني هما وجهان لعملة واحدة، نظرا إلى أنّهما يتّفقان في مقولة "الاستثناء الإسلامي"، بمعنى أنّهما يرفضان مقولات الفصل بين السياسة والدين، والحريات والحقوق الفردية، ويعتقدان أنّ الديمقراطية تعني "حكم الشعب ونحن نريد حكم الله"، وفق قول ضيف "جاوب حمزة".
وأضاف أنّه إلى حدود عام 1979، كانت الصورة المقدّمة عن الإسلام هي أنّه دين مسالم يقبل بإرادة الله ومشيئته، ودين حافظ على روحانيتها في مواجهة الحداثة خلافا لبقية الأديان.
وتابع: "مشكلة المسيحية أنّها فقدت قدرتها على الصمود، وميزة الإسلام أنّه حافظ على روحانيتها وصمد في وجه الحداثة".
"ولكن صورة الخميني غيّرت الأوضاع، فقد خرجنا من صورة الدين المسالم الذي يقبل بالمكتوب إلى دين صار عنوانا للعنف والإرهاب، ولا يُمكن التعايش معه".
"الإسلام السياسي لا يموت.."
وفي السياق ذاته، قدّر محمد الشريف فرجاني أنّ الإسلام السياسي مثله مثل المسيحية السياسية واليهودية السياسية.. يشتركون في أنّه في إطار مواجهة الحداثة، قاموا بأدلجة الدين، ليُصبح ايديولوجيا، وهي الخطوة الأولى لعلمنة الأديان، وفق تقديره.
وشدّد فرجاني على أنّه لا يؤمن بفكرة "موت الإسلام السياسي"، وأوضح أنّ الإسلام السياسي يتصالح مع من يغلبه.
وقال: "طالما لم تنتصر الثقافة الديمقراطية ولم يُغلب الإسلام السياسي بالديمقراطية، وبقوى تُؤمن بالديمقراطية، فإنّه لا يُمكن الكلام عن موت الإسلام السياسي".
وأضاف أنّ عودة الإسلام السياسي تبقى واردة، لأنّ السلطة سوف تكون في حاجة إلى الايديولوجيا التي يُمثّلها الإسلام السياسي، وفق قوله.